المقالات
من الشباب إلى ما بعد الأربعين: فحوصات لا يجب تجاهلها
تُعد صحة المرأة حجر الأساس في بناء أسرة ومجتمع سليم، ومن هنا تأتي أهمية التوعية بالفحوصات الوقائية الدورية، خاصة فيما يتعلق بالأورام السرطانية، وفي الوقت الذي لا تدرك فيه الكثير من النساء أهمية هذه الفحوصات الوقائية، فإن هذه الفحوصات قد تشكل فارقاً بين حياة مليئة بالصحة أو معاناة مع مرض متقدم.
وفي أوروبا، يُوصى بأن تخضع كل امرأة ابتداءً من سن الثامنة عشرة لفحص وقائي سنوي عند طبيب النسائية، لأن معظم أنواع السرطان يمكن علاجها والشفاء منها إذا اكتُشفت في مراحلها المبكرة، قبل أن تنتشر في الجسم وتصبح السيطرة عليها أكثر صعوبة.
ما هي الفحوصات الوقائية الأساسية للمرأة؟
- فحص الثدي الشامل
يتمثل في الفحص السريري الدوري، مدعوماً بالإيكو (الأمواج فوق الصوتية) والصور الشعاعية (الماموغرام)، ويتيح الكشف المبكر عن أي كتل أو تغيرات غير طبيعية قد تكون بداية مرض سرطاني. ويتم إجراء ايكو الثدي مع الفحص السريري بشكل سنوي، في حين ينصح بإجراء صورة شعاعية في البداة لتكون مقياس للمعايرة في المستقبل، على أن يتم تكرار الفحص الشعاعي حسب الحالة والعامل الوراثي. - لطاخة عنق الرحم
تُجرى عبر أخذ مسحة بسيطة من سطح عنق الرحم، ثم إرسالها إلى مخبر التشريح المرضي لفحص الخلايا تحت المجهر. هذا الإجراء البسيط يكتسب أهمية قصوى لأنه يكشف عن أي تغيرات مبكرة في الخلايا، والتي قد تتحول مع مرور الوقت إلى سرطان عنق الرحم إذا لم تُعالج.
ويُوصى بإجراء الفحص سنوياً حتى عمر 65 عاماً، وبعدها يمكن تمديد المدة الفاصلة بين الصور لأكثر من سنة حسب الحالة والمعطيات. - الفحص السريري والإيكو للحوض والرحم والمبايض
يُجرى إما عن طريق البطن أو عبر المهبل لضمان دقة التشخيص. وقد أظهرت الخبرة أن بعض أورام المبايض لا تُعطي أي أعراض في بدايتها، ولا تُكشف إلا من خلال الإيكو. وهذا يبرز ضرورة الفحص الدوري حتى عند غياب الأعراض.
أكثر المخاوف شيوعاً عند النساء حول الفحوصات الوقائية
- الخوف من الألم: هذه الفحوصات غير مؤلمة، وقد تسبب شعوراً بسيطاً بعدم الارتياح لكنه يزول بسرعة.
- القلق من النتائج: اكتشاف أي مشكلة في بدايتها يجعل العلاج أسهل بكثير ويمنح نسب شفاء مرتفعة جداً.
- الخوف من الأشعة: جرعة الأشعة في هذا الفحص منخفضة جداً وآمنة، خاصة عند إجرائها حسب المعايير الطبية المتبعة.
- الاعتقاد بأن الفحص غير ضروري عند غياب الأعراض: كثير من الأورام تبدأ بصمت كامل، والفحص هو الوسيلة الوحيدة لاكتشافها مبكراً.
نصائح هامة:
- لا يعني العثور على كتلة في الثدي بالضرورة وجود سرطان، فالكثير من الكتل حميدة مثل الأورام الليفية أو الكيسات.
- الجمع بين الفحص الذاتي، الفحص السريري، والإيكو/الماموغرام هو ما يوفر أعلى درجات الأمان.
ختاماً:
إن الفحص الوقائي ليس مجرد إجراء طبي روتيني، بل هو وسيلة لحماية حياة المرأة والحفاظ على صحتها وجودة حياتها، لذلك، من الضروري نشر الثقافة الصحية والتأكيد على أهمية الفحص السنوي ابتداءً من سن الشباب يمثلان واجباً طبياً ومجتمعياً لحماية المرأة من أخطار يمكن تفاديها بسهولة.
الدكتور عبد الكريم سقباني
اختصاصي توليد وجراحة نسائية
