المقالات
التصلب اللويحي: الأعراض، التشخيص وخيارات العلاج الحديثة
يُعدّ التصلب المتعدد من أمراض المناعة الذاتية المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، حيث يهاجم الجهاز المناعي الغمد العازل للألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، ويؤدي هذا الهجوم إلى خلل في نقل الإشارات العصبية، مما ينعكس على المريض بأعراض متنوعة تختلف في شدتها من شخص إلى آخر.
أعراض التصلب المتعدد
قد تسبب الحالة أعراضاً عديدة، لكن ليس من الضروري أن يعاني جميع المصابين بالتصلب المتعدد من جميع تلك الأعراض، وبشكل عام قد تشمل أعراض التصلب المتعدد ما يلي:
- التنميل، والوخز، والشعور بوخز "الدبابيس والإبر"
- ضعف أو تقلصات العضلات، مما قد يسبب سقوط الأشياء منك أو سقوطك
- مشكلات في الرؤية، وألم في العين
- الشعور بالدوار أو عدم التوازن، مما قد يؤدي إلى السقوط
- الشعور بالتعب الشديد وصعوبة في المشي أو الكلام
- الحساسية للحرارة، وهذا يجعل الأعراض أسوأ
- صعوبة في التفكير بوضوح
- الإرهاق الشديد وصعوبة التركيز أو التفكير بوضوح.
أنماط التصلب المتعدد
يصنّف الأطباء المرض إلى عدة أنماط رئيسية:
- التصلب الهاجع-الناكس: الأكثر شيوعاً، حيث تظهر الأعراض على شكل نوبات تتخللها فترات من التحسن، وقد تستمر هذه النوبات لفترة تتراوح من أيام إلى أسابيع.
- التصلب المترقي الثانوي: يبدأ بشكل هاجع-ناكس، ثم يتطور تدريجياً إلى تدهور مستمر، حتى عندما لا يكونون مصابين بنوبات.
- التصلب المترقي الأولي: يتميز بتفاقم مستمر منذ بداية المرض دون فترات تحسن واضحة.
وسائل التشخيص:
عادة يتم إجراء "فحص التصوير بالرنين المغناطيسي" للدماغ وأحيانًا للنخاع الشوكي، وفي بعض الحالات، قد يتطلب التشخيص إجراء اختبارات أخرى، وقد تشمل ما يلي:
- البزل القطني أو الشوكي: يضع الطبيب إبرة رفيعة في أسفل الظهر، ويزيل كمية قليلة من السائل النخاعي، ثم يفحص السائل بحثاً عن علامات التصلب المتعدد.
- تخطيط العصب البصري: يستخدم هذا الاختبار ضوءاً خاصاً للنظر إلى داخل عينيك بحثاً عن علامات التصلب المتعددة
- وفي حالات أخرى: قد تحتاج إلى إجراء اختبارات دم للتحقق من الإصابة بالأمراض التي قد تكون مشابهة للتصلب المتعدد.
خيارات العلاج:
يعتمد ذلك على نوع التصلب المتعدد:
- علاج النوبات: إذا أصبت بنوبة التصلب المتعدد، فقد يتم استخدام الستيروئيدات، وهي تقلل الاستجابة المناعية الذاتية للجسم، لذا يمكنها تقصير مدة النوبة.
- الوقاية من النوبات: هناك العديد من الأدوية المختلفة التي لا تشفي المرض شفاء تاماً، ولكنها تقلل فرص اشتداد الأعراض، وتأتي بعض هذه الأدوية في صورة حقن أو أقراص أو كبسولات، في حين تُعطى أدوية أخرى عن طريق الوريد ، وهناك جداول زمنية مختلفة لإعطاء الأدوية الوريدية، لكن معظمها يتضمن جرعات كل بضعة أسابيع أو شهور فقط.
- تخفيف الأعراض: يمكن للأطباء أيضاً علاج أعراض التصلب المتعدد، وقد يساعد ذلك في تحسين جودة حياتك. وقد يشمل تناول الأدوية أو إجراء تغييرات أخرى.
التصلب المتعدد والحمل
إذا كنتِ مصابة بالتصلب المتعدد، تحدثي إلى طبيبك قبل البدء في محاولة الحمل. فبعض أدوية ليست آمنة أثناء الحمل، وقد تكون أدوية أخرى مناسبة إذا لزم الأمر، ويوصي بعض الأطباء بالتوقف عن أدوية التصلب المتعدد قبل الحمل مباشرةً وأثناءه عندما يكون ذلك ممكناً. أما إذا تعرضتِ لنوبة التصلب المتعدد أثناء الحمل، سيظل بإمكانك تناول الستيروئيدات بأمان للتعامل مع الأعراض.
التعايش مع المرض
رغم أن تشخيص التصلب المتعدد قد يبدو مقلقًا، إلا أن معظم الحالات تتطور ببطء شديد، وقد تمر سنوات بين النوبة والأخرى. ومع التقدم العلاجي، أصبح بالإمكان التحكم بالمرض والحد من مضاعفاته، مما يساعد المرضى على الحفاظ على جودة حياتهم ونشاطهم اليومي.
ختاماً:
يعتبر التصلب المتعدد مرضاً مزمناً، لكن التقدم الطبي أتاح وسائل فعالة للسيطرة عليه والتقليل من تأثيره على حياة المريض. ويبقى التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص حجر الأساس لضمان أفضل النتائج العلاجية.
الدكتور عمر سامرائي
اختصاصي داخلية عصبية
